
في الوقت الذي ازدادت فيه عمليات خطف تنظيم (داعش) للمدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة عناصره، اختلفت الآراء حول طرق إيقاع التنظيم بالمدنيين تحت يديه.
وبينما أفادت معظم التقارير الغربية بأن عناصر التنظيم تختطف مواطنين أمريكيين وأوربيين للضغط على دولهم، سياسيين وحقوقيين محليين كشفوا لـ"الوطن" كيفية خطف (داعش) للأجانب في سوريا والعراق وليبيا.
من جانبه، قال الدكتور عبد المطلب النقيب، المحلل السياسي العراقي، إن أكثر فئتين من الأجانب يستهدفهما التنظيم الإرهابي في العراق هم الصحفيين ومجموعات الإغاثة الإنسانية.
وأضاف: أن الصحفيين يذهبون إلى أماكن تواجد العناصر لجمع المعلومات خاصة في مناطق التماس مع الجيش العراقي والبشمركة والقبائل وفي بعض الأحيان يقوموا بمعايشات مع القوات العراقية، ولكن حينما تحدث معارك فإنهم يقعون في الأسر.
وتابع النقيب، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "بعض الصحفيين الأجانب يتفقون مع (داعش) من أجل إعطائهم ضمانات لعدم التعرض لهم، ولكن يتم خيانة تلك الوعود من قبل عناصر التنظيم الإرهابي".
وأشار إلى أن مجموعات الإغاثة الدولية تتمركز في العديد من المناطق المهددة، ويقوم عناصر التنظيم الإرهابي بمحاصرتهم في البداية ثم خطفهم والاستيلاء على المؤن، والمساعدات الإنسانية، ويتهم (داعش) أعضاء مجموعات الإغاثة الدولية بأنهم يتجسسون على التنظيم، ونقل معلومات عن أنشطته إلى دولهم.
وفي سوريا، قالت سمر بدر، عضو المكتب التنفيذي لتيار التغيير الوطني السوري المعارض، إن تنظيم داعش الإرهابي يقوم باختطاف الأجانب بسهولة، حيث أنهم يعلمون جيدا تواجدهم في المناطق المأهولة.
وأضافت بدر : "بالنسبة للصحفيين الأجانب، تقوم وحدات تابعة لتنظيم "داعش" بمتابعة المواقع، والصحف الأجنبية يوميا، وتستكشف آخر الأخبار التي تداولتها، وسائل الإعلام عنها وترصد الصحفيين الذين كتبوا تلك الأخبار أو التقارير عنهم".
وعن فرق الإغاثة الدولية، أوضحت أن أعضاء كل فريق يتواجدون في المستشفيات الميدانية التي تُخصص للمدنيين، حيث يقوم عناصر التنظيم الإرهابي بالهجوم على أماكن المبيت الخاصة بهم، وتنفذ عمليات خطف للأطباء والمساعدين.
وأشارت بدر، إلى أن هناك أشخاص يساعدون (داعش) في سوريا لنقل معلومات عن أطقم الإغاثة، ويتقاضون مرتبات تتراوح بين 1500 و 2000 دولار أمريكي.
وعن عمليات اختطاف داعش للأجانب في ليبيا، قال ناصر الهواري، مدير المرصد الليبي لحقوق الإنسان، إن عناصر التنظيم تقوم بعمل بوابات، وأكمنة في درنة وسرت وعلى مداخل مدينة طرابلس تستطيع من خلالها معرفة جنسية كل فرد يقصد تلك المدن.
وأضاف الهواري، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "تنظيم (داعش) قام في الفترة الأخيرة بطرق الأبواب في المدن السالف ذكرها، ويتم الكشف عن هويات السكان، لاسيما في المناطق التي يقطنها أجانب".
محول الاكواد محول الأكواد اضافة الإبتسمات اضافة الإبتسمات